
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر انسحاب قادة عسكريين هنود من اجتماع طارئ رفضًا لقرار الحرب على باكستان.
أبرز من نشر المقطع الصحفي سالم المسعودي، كما نشره آخرون نذكرهم في مصادر الادعاء أدناه.
الحقيقة
الفيديو قديم ولا علاقة له بالتوترات الحالية بين الهند وباكستان. يعود الفيديو الأصلي إلى مؤتمر صحفي عُقد بتاريخ 25 مارس 2025 لمدير عام شرطة ولاية البنجاب الهندية “غوراف ياداف” بمشاركة ضباط في الجيش، للحديث عن واقعة اعتداء أفراد شرطة على ضابط عسكري. وقد غادر المسؤولون القاعة بعد انتهاء المؤتمر دون الإجابة عن أسئلة الصحفيين، ما فُسّر خطأً على أنه انسحاب احتجاجي.
سياق نشر الادعاء
يأتي تداول هذا المقطع بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الهند وباكستان إثر مقتل 26 شخصًا في هجوم مسلح وقع بمنطقة “بهلغام” في إقليم كشمير في 22 أبريل 2025، وهو ما اتهمت الهند فيه باكستان، بينما نفت الأخيرة مسؤوليتها وطالبت بتحقيق دولي.
الحادثة أدت إلى تصعيد سياسي وعسكري بين الجانبين، شمل إغلاق الحدود والأجواء، وترحيل مواطنين، ووقف الاتفاقيات، وتقليص التمثيل الدبلوماسي، وحظر التبادل التجاري، إلى جانب اشتباكات محدودة في المناطق الحدودية.
كيف تحققنا؟
- تتبّع النسخة الأصلية: بالبحث العكسي عن لقطات المؤتمر، عثرنا على الفيديو منشورًا على صفحات قنوات حكومية لولاية البنجاب بتاريخ 25 مارس 2025 يظهر فيه غوراف ياداف وشعار شرطة البنجاب وخلفه رايات رسمية.
- مطابقة المحتوى: يُسمع في النسخة الكاملة حديثٌ عن واقعة اعتداء شرطيين على ضابط جيش وإجراءات محاسبة، دون أي ذكر لباكستان أو قرارات حرب.
- التحقق الزمني: توقيت المؤتمر يسبق ذروة التصعيد الراهن بأسابيع، ما ينفي صلته بالأحداث اللاحقة.