
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي- أبرزها حساب نصر مجلي، وماجد الداعري، وآخرون، وثيقة منسوبة لوزارة الداخلية في صنعاء، تزعم مصادرة أملاك الفنان حسين محب وإدراجه على قائمة المطلوبين أمنيًا، على خلفية مشاركته في حفل زفاف صخر علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق، الذي أُقيم في القاهرة يوم 11 أغسطس 2025. كما تشير الوثيقة إلى ضبط كل من حضر وصور مع أحمد علي عبدالله صالح والذي حضر العرس أيضاً.

فيديو للفنان حسين محب وهو يغني في عرس صخر علي عبدالله صالح، كما نشره الإعلامي فيصل الشبيبي على حسابه فيسبوك:
✅ الحقيقة
الوثيقة مزيفة ولا صحة لما ورد فيها، ولم تصدر عن وزارة الداخلية في صنعاء.
تحققت صدق بصرياً وبالمقارنة مع وثائق سابقة، وتبين أن أبرز علامات التزوير هي:
- التوقيع الظاهر يعود لوزير الداخلية في الحكومة الشرعية إبراهيم حيدان، لكن الوثيقة تحمل اسم وزير الداخلية في حكومة الحوثيين بصنعاء عبدالكريم الحوثي، ما يكشف التناقض.
- غياب رقم القرار في الوثيقة، وهو عنصر أساسي في المراسلات الرسمية.
- اختلاف القالب المستخدم عن القوالب المعتمدة لوزارة الداخلية، وغياب جزء من الترويسة في أعلى اليسار.
- تاريخ الإصدار مكتوب بالتقويم الميلادي فقط، بينما تعتمد الوثائق الرسمية الصادرة من صنعاء التاريخين الميلادي والهجري معًا.
- وبالبحث في المواقع الرسمية، لم نجد مصدراً رسمياً أو أمنياً نشر هذه الوثيقة.
صور تبين كيف تبدو الوثائق الرسمية الصادرة من وزارة الداخلية بصنعاء، وعدن:


على اليمين نموذج وثيقة صادرة من وزارة الداخلية عدن، ويظهر فيها توقيع الوزير ابراهيم حيدان، وعلى اليسار نموذج وثيقة صادرة من وزارة الداخلية بصنعاء، ويظهر عليها توقيع الوزير عبدالكريم الحوثي.
السياق وراء الإشاعة:
جاء تداول الوثيقة المزيفة في أجواء تزامنت مع الاهتمام الإعلامي الكبير بحفل زفاف صخر علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل، والذي أقيم مساء الاثنين 11 أغسطس 2025 في العاصمة المصرية القاهرة.
الحفل حظي بتغطية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن وثّقت الصور أحمد علي عبدالله صالح وأبنائه الأربعة: علي، كهلان، جابر، ومصعب، حيث ظهروا برفقة والدهم على طاولة الطعام، كما شارك علي وكهلان في استقبال الضيوف.
تضمنت المناسبة زفاف عدد من أقارب العريس، منهم: مهند عبد الخالق القاضي (نجل الرئيس الأسبق للخطوط الجوية اليمنية)، وسهيل ومجد ورعد سنان دويد، أبناء شقيقة الرئيس الراحل. كما تخللت الحفل فقرات فنية وتراثية، أبرزها رقصة البرع والزوامل.
هذا الزخم الإعلامي حول الحفل، وما رافقه من مشاهد عائلية بارزة، وفر أرضية خصبة لمروجي الشائعات، الذين استغلوا الحدث لإنتاج وثيقة مزيفة تزعم ملاحقة الفنان حسين محب أمنيًا بسبب غنائه في المناسبة، بهدف إثارة الجدل واستقطاب التفاعل.
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة العسكرية المركزية بصنعاء- والتي تقع تحت سلطة الحوثيين- أصدرت حكماً بإعدام أحمد علي عبدالله صالح. وبحسب ما نقلته وكالة سبأ بصنعاء: “وقضى الحكم بإدانته بجرائم الخيانة والعمالة والتخابر مع العدو، وكذا إدانته بجريمة الفساد ومعاقبته بعقوبة الإعدام ومصادرة ممتلكاته”.