
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، أغلبها حسابات محسوبة على جماعة الحوثيين، أبرزها حساب علياء الحسني، وحساب “نحن أنصار الله”، مقطع فيديو زُعم أنه يُظهر انشقاق كتيبة كاملة من قوات “طارق صالح”، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وانضمامها إلى الحوثيين في صنعاء. وقد رُوّج للفيديو باعتباره حدثًا حديثًا يعكس تغيرًا في الولاءات داخل القوات المناوئة للحوثيين.
✅ الحقيقة
بعد التحقق من الفيديو، والبحث عنه عكسياً، والبحث عن الخبر باستخدام الكلمات المفتاحية على محركات البحث؛ تبيّن أن الفيديو قديم ويعود إلى 29 يوليو 2020، وقد نُشر حينها على حسابات تابعة لجماعة الحوثيين، بما في ذلك حساب محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين والمعيّن محافظًا لمحافظة ذمار من قبلهم.
في ذلك الوقت، نشر البخيتي المقطع على صفحته موضحًا أنه يُظهر استقبال ما قال إنها “كتيبة منشقة عن قوات حراس الجمهورية”، وهي قوات تتبع طارق صالح في الساحل الغربي، وقد تم توثيق المناسبة ضمن جهود الحوثيين لاستقطاب أفراد من الجبهات الأخرى.
السياق
جاء تداول الفيديو في توقيت متزامن مع تحركات ميدانية وإعلامية بارزة لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق محمد عبدالله صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية، والذي قام بزيارات تفقدية لعدد من مواقع القوات البحرية وخفر السواحل في محافظة الحديدة، كما ألقى تهنئة رسمية بمناسبة عيد الأضحى من مدينة المخا في 6 يونيو 2025.
في كلماته وظهوره العلني، أكد طارق صالح على الجاهزية القتالية، وارتفاع المعنويات، والتزام قواته باستعادة الدولة وعاصمتها صنعاء، مشيرًا إلى أن “العيد الحقيقي في ميادين الشرف”، وأن “الجمهورية لن تُهزم”. وقد ترافقت تصريحاته مع رسائل تعبئة سياسية ودعوات لتعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة مشروع الحوثيين.
في هذا السياق، يُرجّح أن تداول مقطع فيديو قديم يدّعي انشقاق كتيبة من قواته، يهدف إلى تشويش الرسائل التعبوية والتشكيك في تماسك قوات المقاومة الوطنية، من خلال إعادة تدوير محتوى يعود إلى عام 2020 وتقديمه باعتباره حدثًا راهنًا.
كيف تحققنا
- أجرينا بحثًا عكسيًا عن الفيديو، فظهر منشورًا لأول مرة في 29 يوليو 2020 على حسابات تابعة للحوثيين، بينها حساب محمد البخيتي.
- راجعنا الأخبار والتقارير المنشورة في ذلك التاريخ، والتي أكدت أن الحدث وقع قبل أكثر من أربع سنوات.
- لم نجد أي مصادر موثوقة أو رسمية تشير إلى حدوث انشقاق جديد في يونيو 2025.