
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تزعم قرب فتح طريق الجراحي – حيس الاستراتيجي، الذي يربط بين محافظتي الحديدة وتعز، مع ادعاءات بأن جميع الأطراف السياسية قد وافقت، وأن إزالة مخلفات الحرب ستبدأ خلال هذا الأسبوع. وقد تداول هذه المزاعم عدد من المستخدمين، منهم: إبراهيم واصل، محمد علي المغارم، عبدالله عبدالسلام، حلمي الحاج، وآخرين نذكرهم في مصادر الادعاء أدناه.
✅ الحقيقة:
لم يصدر أي إعلان رسمي من الطرفين المتنازعين يؤكد فتح طريق الجراحي – حيس حتى لحظة إعداد هذا التحقيق. ورغم التصريحات والمبادرات المطالبة بذلك، لا يزال الوضع معلقًا في ظل غياب اتفاق سياسي واضح.
في بداية يوليو 2025، أعلنت السلطة المحلية في مديرية حيس استعدادها لفتح الطريق من جهتها. أكدت أيضًا جاهزيتها لإزالة العوائق، ونشر قوات مشتركة لتأمين المسافرين.
رغم هذه الخطوة، لم يصدر أي رد رسمي من الحوثيين. إلا أن وسطاء محليين وصحفيين تحدثوا عن وجود موافقة مبدئية من بعض القيادات الحوثية في الحديدة. وجاءت هذه الموافقة مشروطة بوقف إطلاق النار نهائيًا، وتبادل الجثث والأسرى بين الطرفين.
في السياق ذاته، دعا المكتب الإعلامي لمحافظة الحديدة التابع للحكومة اليمنية إلى المشاركة في وقفة احتجاجية للمطالبة بفتح الطريق. وقد نظمت الوقفة اللجنة الشعبية يوم 14 يوليو 2025.
كيف تحققنا؟
- راجع فريق “صدق” البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عن السلطة المحلية في مديرية حيس، والتي أعلنت في بداية يوليو 2025 استعدادها لفتح الطريق من جهتها، وإزالة العوائق، ونشر قوات مشتركة لتأمينه.
- تحقق الفريق من التصريحات الإعلامية لوسطاء محليين وصحفيين أشاروا إلى موافقة مبدئية من بعض قيادات الحوثيين في الحديدة، لكنها مشروطة بوقف إطلاق النار وتبادل الجثث والأسرى.
- تابع الفريق الدعوات والأنشطة المجتمعية، ومنها الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها اللجنة الشعبية في 14 يوليو 2025 للمطالبة بفتح الطريق، وتأكد أن هذه الجهود لم تتوج باتفاق رسمي أو خطوات ميدانية لتنفيذ فتح الطريق.
السياق:
يأتي تداول هذه المزاعم في ظل تصاعد المطالبات الشعبية والحقوقية بفتح الطرق المغلقة في محافظة الحديدة، خاصة مع استمرار معاناة السكان جراء طول المسافة بين مدينتي حيس والجرّاحي عبر طرق بديلة غير آمنة. كما تزامن انتشار الخبر مع تحركات محلية تهدف إلى الضغط على الأطراف المتنازعة لفتح الطريق، وإطلاق مبادرات إعلامية لدعم هذا المطلب الإنساني.