
عاد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم مقيت خليل النجار ومحمد المرشدي وآخرون، لتداول صور ومزاعم عن اكتشاف مدينة أثرية باسم “المنامة” في تهامة، محافظة الحديدة، غرب اليمن. وقد سبق أن ظهر هذا الادعاء لأول مرة في أكتوبر 2022، ليُعاد تداوله مجددًا في مايو 2025 دون أي مستجدات.
✅ الحقيقة:
لا يوجد أي إعلان رسمي يؤكد اكتشاف مدينة أثرية باسم “المنامة” في تهامة. حيث نفت الخبر الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف في صنعاء بتاريخ 31 أكتوبر 2022، حيث أصدرت بيانًا حذرت فيه من تداول أخبار غير مؤكدة عن اكتشافات أثرية، ومن ضمنها موقع “المنامة” المزعوم قرب زبيد.
الهيئة شددت حينها على أن الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان عن المواقع الأثرية هي مكاتبها الرسمية، وأن مثل هذه المنشورات الفردية تؤدي إلى انتشار حمى البحث عن الكنوز والنبش العشوائي بما يهدد المواقع الأثرية بالتخريب.
ومنذ ذلك الحين، لم تصدر أي بيانات جديدة تؤكد وجود هذا الاكتشاف، مما يجعل إعادة نشر الادعاء مجرد تكرار لشائعة قديمة.
ولتوضيح الصورة بشكل أدق، تواصلت منصة “صدق” مع عدد من الأكاديميين المتخصصين في التاريخ والآثار بجامعة الحديدة، حيث أكد الدكتور محمد فتيني، أستاذ التاريخ بكلية الآداب، أنه لا توجد أي إشارات في المصادر التاريخية إلى مدينة أثرية بهذا الاسم في تهامة.
كما أوضح الدكتور أحمد ونس، أستاذ التاريخ بكلية زبيد، أن الكتب التاريخية لم تذكر “المنامة” كمدينة أثرية، مشيرًا إلى أن زحف الرمال قد يطمر بعض المعالم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مدينة أثرية قديمة في المنطقة.
لماذا تنتشر هكذا إشاعات؟
- منطقة تهامة تضم مواقع أثرية وتاريخية مهمة، ما يجعل أي مزاعم باكتشاف مدن مطمورة تبدو قابلة للتصديق لدى البعض.
- تداول الشائعات المتعلقة بـ “مدن أثرية مفقودة” يتكرر في اليمن بسبب غياب الدراسات الميدانية وضعف التوثيق العلمي خلال سنوات الحرب.
- إعادة نشر هذه الأخبار غالبًا ما تهدف لجذب التفاعل أو الإثارة، لكنها في الواقع تفتح الباب أمام عمليات نبش غير قانونية.
كيف تحققنا؟
- بعد البحث بالكلمات المفتاحية؛ وجدنا بيان الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف – صنعاء الصادر في 31 أكتوبر 2022، والذي نفى وجود أي اكتشاف باسم “المنامة”.
- تحققنا من أن تداول الادعاء في مايو 2025 لم يكن مصحوبًا بأي أدلة أو إعلانات رسمية جديدة.
- تواصلنا مع اثنين أكاديميين متخصصين بالتاريخ.
الضرر المحتمل من نشر هكذا إشاعات:
- تضليل الجمهور وإيهامه بوجود اكتشاف أثري غير مؤكد.
- تشجيع بعض الأفراد على البحث غير القانوني عن الكنوز والعبث بالمواقع التاريخية.
- تشويش الجهود الأكاديمية والعلمية المعنية بدراسة التراث اليمني.