
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبها حسابات موالية للحكومة اليمنية مثل المحامي محمد المسوري، والصحفي عبدالوهاب نمران، مقطع فيديو يظهر فيه نصر الدين عامر – رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ التابعة للحوثيين خلال زيارة لميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة. وزعم ناشرو الفيديو أن الزيارة حدثت قبل وقت قصير من استهداف الميناء، وأنها تُعد “تسريبًا متعمدًا للإحداثيات” سهلت استهداف الموقع لاحقًا.
الحقيقة:
الفيديو المتداول قديم، وتم نشره لأول مرة على حساب نصر الدين عامر بتاريخ 14 أغسطس 2023، أي قبل أكثر من عام من استهداف الميناء. حيث ظهر عامر برفقة “عصام المتوكل”- الناطق باسم شركة النفط بصنعاء، وهو يتحدث عن الأوضاع في ميناء رأس عيسى.
كيف تحققنا؟
اعتمد فريق صدق اليمنية على:
- البحث العكسي للمقطع للتحقق من أول نشر.
- مراجعة حسابات نصر الدين عامر الرسمية.
- مطابقة تاريخ الزيارة مع تاريخ القصف الذي جرى في 18 أبريل 2025.
سياق النشر:
جاء تداول الفيديو بعد ساعات من استهداف ميناء رأس عيسى من قبل القوات الأمريكية، ضمن سلسلة ضربات في محافظة الحديدة. وخلّف الهجوم أكثر من 80 قتيلًا و150 جريحًا بحسب إحصائية مكتب الصحة في المحافظة.
معلومات حول ميناء رأس عيسى:

ميناء رأس عيسى هو أول ميناء نفطي أُنشئ في اليمن عام 1986 على الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، تحديدًا شمال المدينة بنحو 78 كيلومترًا، ويقع عند تقاطع استراتيجي على البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب. تم تخصيصه لتصدير النفط الخام باستخدام السفينة العائمة “صافر”، المرتبطة بخط أنابيب يمتد 438 كيلومترًا من حقول مأرب. وتصل قدرته التخزينية إلى نحو 3 ملايين برميل في 34 خزانًا، وكان يصدر حتى عام 2011 نحو 200 ألف برميل يوميًا. بعد سيطرة جماعة الحوثيين عليه عام 2015، أُلحق بإدارة ميناء الصليف الخاضع لمؤسسة موانئ البحر الأحمر. وفي أعقاب عمليات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، تعرّض الميناء لغارات إسرائيلية وأميركية، أبرزها في 17 أبريل 2025 حين دمّرته ضربات أميركية أودت بحياة أكثر من 80 شخصًا، في إطار ما وصفته القيادة المركزية الأميركية بمحاولة “تقويض القوة الاقتصادية للحوثيين”، بينما اعتبرته الجماعة جريمة حرب، وحذرت من تداعياته على الإمدادات النفطية والملاحة في البحر الأحمر.