
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر إطلاق نار ليلي، مع مزاعم أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرت على معسكر 23 ميكا في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، وأن مؤسس “حركة التغيير”، رياض النهدي، فرّ من المنطقة.
أبرز من نشر الادعاء كان الناشط محمد اليافعي، كما نشره آخرون نذكرهم في مصادر الادعاء أدناه.
الحقيقة
بعد التحقق، تبيّن أن الفيديو قديم، ونُشر أول مرة في أغسطس 2019، ويوثق اشتباكات في مديرية دار سعد بمدينة عدن، بين قوات الحزام الأمني التابعة للانتقالي الجنوبي من جهة، وقوات اللواء الرابع حماية رئاسية المتمركزة في منطقة اللحوم من جهة أخرى.
- الفيديو لا علاقة له بمحافظة حضرموت ولا بالعبر.
- الأخبار المرافقة للفيديو لا أساس لها من الصحة فلا يوجد أي مصدر ذكرها.
- لم تُسجّل أي مواجهات مسلحة في العبر مرتبطة بالانتقالي أو اللواء 23 ميكا في توقيت تداول المقطع.
السياق
جاء تداول الفيديو المضلل وسط تصاعد التوترات السياسية في محافظة حضرموت بين عدة أطراف:
- المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي.
- حلف قبائل حضرموت برئاسة عمرو بن حبريش العليي.
- مجلس حضرموت الوطني الذي أُعلن عن تأسيسه في أكتوبر 2024، وعُيّن عصام حبريش الكثيري أمينًا عامًا له.
- تيار التغيير والتحرير الذي أعلن عنه رياض النهدي في مدينة العبر بتاريخ 14 أبريل 2025.
هذا المشهد السياسي المعقد جعل من تداول المقاطع القديمة وسيلة للتأثير على الرأي العام وإيهام المتابعين بوجود صدامات عسكرية مباشرة في حضرموت.
كيف تحققنا
- اعتمد فريق “صدق” على البحث العكسي في أرشيف منصات التواصل الاجتماعي، وتبيّن أن الفيديو منشور أصلًا بتاريخ 10 أغسطس 2019 على صفحة “عدن تجمعنا”. كما قارنّا بين محتوى الفيديو المتداول والنسخة الأصلية، فاتضح التطابق في المشاهد، ما يؤكد أن المقطع قديم.
- بالإضافة إلى ذلك، راجع الفريق تقارير إخبارية محلية صدرت حينها، والتي وثّقت بالفعل اندلاع اشتباكات بين قوات الحزام الأمني وقوات اللواء الرابع حماية رئاسية في منطقة اللحوم – مديرية دار سعد بمدينة عدن.