
في ظل التوترات العسكرية التي تشهدها منطقة يافع شمال محافظة لحج، تداولت حسابات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي على منصة “X” مثل حساب وضاح بن عطية– نائب رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية الوطنية الجنوبية- وعدنان الأعجم– نائب رئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين في عدن- مقطعي فيديو، مع مزاعم بأنهما يوثقان اشتباكات مسلحة مع جماعة الحوثي في جبهة يافع.
الحقيقة
أظهر التحقق من خلال البحث العكسي عن الفيديو عبر محرك البحث قوقل أن المقطعين قديمان، ولا يمتّان بصلة للاشتباكات الجارية في يافع.
المقطع الأول: سبق نشره على موقع يوتيوب بتاريخ 11 يوليو 2021، ويعود لاشتباكات دارت بين حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية في مدينة بل خمري شمال أفغانستان.
المقطع الثاني: تم تداوله بتاريخ 25 مارس 2021، ويُظهر اشتباكات بين القوات المشتركة التابعة للحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في منطقة الجبلية جنوب محافظة الحديدة.
سياق نشر الفيديوهات
اندلعت في 1 مايو 2025 اشتباكات مسلحة عنيفة بين جماعة الحوثي وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية يافع بمحافظة لحج، على الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء.
بحسب وكالة شينخوا، أسفرت المواجهات عن مقتل ستة أشخاص على الأقل (أربعة من الحوثيين وجنديان من قوات المجلس الانتقالي)، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 13 آخرين من الطرفين. وأوضحت الوكالة أن المعارك اندلعت بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، واستهدفت مناطق تماس عسكرية حساسة بين الجانبين.
من جهته، ذكر موقع يافع نيوز أن قوات المجلس الانتقالي أحبطت عدة محاولات هجومية للحوثيين في جبهة يافع الحدودية، مشيرًا إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم الجنديان سفيان قاسم سعيد وسليم عبيد محمد، إضافة إلى إصابة مقاتلين آخرين.
تأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد التوتر العسكري بين الجانبين، على الرغم من أن العمليات القتالية في اليمن تراجعت بشكل عام منذ هدنة أبريل 2022، التي رعتها الأمم المتحدة، ورغم انتهائها في أكتوبر من العام نفسه.
انتشار المقاطع القديمة تزامن مع هذه التطورات، ما منحها مصداقية زائفة لدى بعض المتابعين، رغم أنها لا تمت للأحداث الجارية بصلة.