
تداولت صفحات على فيسبوك، من أبرزها حساب يدعى “مقيت خليل النجار” والذي حصد منشوره تفاعلاً عالياً، صورًا تُظهر تماثيل ذهبية صغيرة وأخرى بحجم الإنسان، مع ادعاء أنها توثق اكتشاف “كنز أثري يعود لآلاف السنين في منطقة ريشان بمديرية بني مطر، غرب العاصمة صنعاء”. ولاقى المنشور تفاعلًا واسعًا، خصوصًا بين المهتمين بالتراث والآثار اليمنية.
يأتي هذا الادعاء في ظل اهتمام متزايد بالآثار اليمنية، وخاصة مع تصاعد التهديدات التي تواجهها المواقع الأثرية بسبب الحرب وغياب الرقابة الرسمية في بعض المناطق.
✅ الحقيقة:
بعد التحقق، تبين أن الادعاء مضلل، إذ أن الصور المرافقة له لا تعود لاكتشاف حديث في منطقة ريشان ولا حتى لآثار يمنية أصلًا.
- أجرينا تحققًا عبر البحث العكسي للصور باستخدام محركات Google وYandex، ووجدنا الصورتان متداولتان على الإنترنت منذ سنوات، وتُستخدمان في منشورات مختلفة، وبعض المصادر القديمة نسبتهما لآثار مصرية، لا يمنية.
- أثناء بحثنا عبر الكلمات المفتاحية على محرك البحث قوقل، وجدنا أنه قد سبق تداول ذات الإشاعة في عام 2021، وقد فندتها تقارير متخصصة حينها، منها بيان رسمي أصدرته هيئة الآثار والمتاحف اليمنية عبر جمعية أصدقاء السياحة اليمنية بتاريخ 14 نوفمبر 2021، نفت فيه العثور على أي كنز أثري في ريشان أو محيطها.
علماً أن منصة صدق قد نفت صحة هذه الصور في نوفمبر 2021.
السياق
- تزايد تداول مثل هذه الإشاعات في اليمن مرتبط بحالة الحرب، وغياب الرقابة الرسمية على المواقع الأثرية في عدة مناطق.
- كثير من الصفحات تنشر أخبارًا عن “الكنوز والدفائن” لجذب التفاعل، وهو ما يُسهم في انتشار الشائعات.
- اليمن بالفعل بلد غني بالآثار والمواقع التاريخية المهمة مثل مأرب، الجوف، حضرموت، وصنعاء القديمة، لكن الصور المتداولة لا تمت لهذه المواقع بصلة.
- في مديرية بني مطر تحديدًا توجد مواقع أثرية معروفة مثل مصنعة حلة بني قرين وحصن جبل النبي شعيب، لكنها لم تشهد أي إعلان رسمي عن اكتشافات جديدة.