تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يوثق قيام “أستاذ جامعي تركي” بالهجوم على الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أثناء إلقائها محاضرة في تركيا. وبحسب الادعاء، اتهمها بجلب العدوان على اليمن وقتل شعبها، وأجبرها على النزول من المنصة. ونشره آخرون بصيغة أنه طرد توكل كرمان من محاضرة في تركيا.
أبرز من نشر الادعاء الناشط مالك اليافعي، وفضل الشطيري– عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة لحج- كما نشره آخرون نذكرهم في مصادر الادعاء أدناه.
الحقيقة
بعد التحقق، تبين أن الفيديو قديم ويعود إلى 8 أكتوبر 2015، خلال حفل افتتاح العام الدراسي 2015-2016 في جامعة كيركالي التركية.
- بحسب المصادر التركية، قرار منع الصحفيين من الأسئلة جاء بناءً على طلب رئيس الجامعة، الذي برر ذلك بأن الفعالية مخصصة فقط للاحتفال ببداية العام الدراسي الجديد.
- المقطع لا يظهر طرد كرمان من المنصة، بل يوثق لحظة قيام الشرطة التركية بمنع الصحفي عبدالرحمن كيسكين، مراسل قناة TRT حينها، من توجيه سؤال لها.
- الصحفي اعترض على منعه من طرح السؤال، واحتج على محاولة الشرطة إخراجه، مما أدى إلى فوضى داخل القاعة.
الجدير بالذكر أن هذه الإشاعة يتم تداولها منذ عام 2017، ويتم إعادة نشرها كل فترة مع ادعاءات مغلوطة حول تفاصيل الحادثة.
لماذا تُستهدف توكل كرمان بالإشاعات؟
منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2011، أصبحت توكل كرمان واحدة من أكثر الشخصيات اليمنية إثارة للجدل. فقد لعبت دورًا بارزًا في ثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ما جعلها في نظر مؤيديها رمزًا للنضال والحرية، بينما يعتبرها خصومها مسؤولة عن الأوضاع التي آلت إليها البلاد لاحقًا.
يعتقد كثيرون من معارضيها أن كرمان ساهمت في “تفجير” الثورة وما تلاها من اضطرابات سياسية وحروب داخلية، الأمر الذي جعل اسمها حاضرًا في الحملات الإعلامية الموجهة ضدها، حيث تُستخدم مقاطع قديمة أو مضللة لإثارة الجدل حولها وتشويه صورتها أمام الرأي العام.
كيف تحققنا؟
- باستخدام البحث العكسي، عثرنا على النسخة الأصلية للمقطع المنشور عام 2015 من قبل وكالة Cihan Haber Ajansı.
- مقارنة التواريخ والسياق أوضحت أن الحدث وقع خلال افتتاح العام الدراسي وليس محاضرة خاصة لكرمان.
- مراجعة التغطيات الصحفية لتلك الفترة أكدت أن الخلاف كان بين الصحفي كيسكين وإدارة الجامعة، وليس مع كرمان نفسها.