
منشورات على فيسبوك وإكس تزعم أن ألواح الطاقة الشمسية الحديثة تستنزف طاقة الشمس بسرعة وستتسبب بـ«عصر جليدي» خلال سنوات قليلة، وأرفق بعضها عبارة ساخرة «المصدر: المؤسسة العامة للكهرباء».
السياق
جاء التداول في ظل انتشار واسع لاستخدام الطاقة الشمسية المنزلية في اليمن بسبب انقطاعات الكهرباء.
الحقيقة: ألواح الطاقة الشمسية لا تستنزف طاقة الشمس
- الشمس لا “تُستنزف” بالألواح: إشعاعها ثابت تقريبًا عند مستوى أعلى الغلاف الجوي (TSI ≈ 1361 واط/م²)، ويتغيّر فقط مع دورة النشاط الشمسي، وليس بفعل استخدامنا للألواح على الأرض.
- فيض طاقة هائل إلى الأرض: يصل كوكبنا نحو 173,000 تيراواط من طاقة الشمس على نحو متواصل — أكثر من 10,000 مرة من استهلاك البشر للطاقة. حتى لو غُلّفت أسطح المدن بألواح، فإن هذا لا يغيّر كمية الطاقة التي تُصدرها الشمس.
- المنشأ الساخر للأسطورة: سردية «الألواح تستنزف الشمس» ظهرت أصلًا في مواد هزلية عام 2014، ثم التقطها البعض خارج سياقها.
- كيف تعمل الألواح؟ الخلايا الكهروضوئية تحوّل جزءًا من فوتونات الضوء الساقطة إلى كهرباء محلية؛ ما لم يُحوَّل يتحوّل حرارة ويُشع ثانيةً، لكنها لا تُحدث «شفطًا» من الشمس.
للتوضيح: قد تُسبّب محطات شمسية واسعة تغيرات محلية طفيفة في الحرارة حولها نتيجة الاختلاف في الامتصاص/الانعكاس، وهذا تأثير محلي معروف لا علاقة له بادعاء «استنزاف الشمس».
كيف تحقق فريق صدق؟
- الرصد: جمعنا الروابط والمنشورات الأكثر تفاعلًا، ولاحظنا مؤشرات السخرية.
- التعقّب الزمني: بحثنا عن جذور الفكرة فظهر مصدرها ساخر عام 2014 وقد فُنِّد مبكرًا على منصات تحقق عالمية مثل Snopes.
- المراجعة العلمية: رجعنا إلى مصادر علمية حول الثابت الشمسي وقيمة الإشعاع الشمسي الوافد للأرض ومقارنته بالاستهلاك البشري.
الضرر المحتمل من هكذا ادعاءات
- تحويل محتوى ساخر إلى «معلومة» يُغذّي تصوّرات خاطئة عن الطاقة المتجددة.
- قد يُستَخدم الادعاء لإضعاف ثقة الجمهور بحلول الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين اليوم لمتطلبات أساسية (مياه، اتصالات، صحة).
- يُشتّت النقاش العام عن قضايا السلامة الفعلية: جودة الأنظمة، التوصيلات، التخزين، ومعايير الأمان.