
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها صفحة “أغاني وفنون يمنية” على فيسبوك، مقطع فيديو حصد أكثر من خمسة ملايين مشاهدة، يُزعم أنه يُظهر عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية نفذتها الصين فوق قطاع غزة في مايو 2025.
وقد وصفت المنشورات الخطوة بأنها “كسر للحصار الإسرائيلي” المفروض على القطاع، ورافقتها تعليقات تشيد بما اعتُبر دعمًا صينيًا مباشرًا للفلسطينيين.
✅ الحقيقة:
أجرى فريق “صدق” مراجعة دقيقة للفيديوهات المتداولة، وتحليلًا للمصادر الرسمية والإعلامية، وبحثاً عكسياً، وبحثاً بالكلمات المفتاحية؛ وتبيّن:
- لم تُعلن الصين أو أي جهة رسمية في بكين عن تنفيذ عملية إنزال جوي في غزة خلال الفترة المشار إليها.
- الفيديوهات المتداولة قديمة، وتعود لمشاهد من عمليات إنزال جوي نفذتها أطراف مختلفة في سياقات أخرى، ولا علاقة لها بقطاع غزة أو بشهر مايو 2025.
- منصة “تحقّق” الفلسطينية تواصلت مع إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي نفى بشكل قاطع صحة هذه المزاعم، مؤكدًا أنه “لا يوجد أي عملية إنزال جوي من الصين أو غيرها خلال هذه الفترة”، وأن “المساعدات لم تدخل غزة مؤخرًا”.
سياق نشر الادعاء: الوضع الإنساني المتهالك في قطاع غزة
يعيش قطاع غزة في ظروف إنسانية مأساوية متواصلة منذ بداية الحصار ومنع المساعدات في 2 مارس 2025، حيث أدى الإغلاق الكامل والمعارك المتواصلة إلى تفاقم الوضع الصحي والغذائي لسكان القطاع.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وخلال كلمته في القمة العربية التي عُقدت في بغداد بتاريخ 17 مايو 2025، قال: “إن ما يجري في غزة تجاوز كل حدود البشاعة والقسوة”، وطالب برفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
من جهتها، أكدت منظمة اليونيسف أن الوضع تفاقم بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، نتيجة منع دخول المواد الإغاثية والطبية الأساسية.
هذا الوضع الصعب جعل أي خبر عن إدخال مساعدات ينتشر بسرعة كبيرة، حتى لو كان غير صحيح.
كيف تحققنا؟
- أجرى فريق “صدق” بحثًا عكسيًا على المقاطع المتداولة.
- جرى مطابقة اللقطات مع فيديوهات منشورة سابقًا من عمليات إنزال مساعدات في دول أخرى.
- تم البحث بالكلمات المفتاحية مثل: “إنزال جوي للمساعدات في غزة” في محركات البحث ومن ضمنها قوقل.
- كما جرى الاستعانة بتقارير منصات تحقق محلية في غزة، مثل منصة تحقق والتي ذكرناها في المقال.